أصحاب المعروف والبر والمحبة والصّدقة للفقراء ، والصالحين ، والعلماء ، والسادة الأشراف .. فنزلت عنده فى داره ، وأقامت بها عدة (١) شهور ، والناس يأتون إليها من سائر الآفاق يتبركون بزيارتها ودعائها.
وقيل : بل نزلت هى وبعلها بالمصاصة (٢) فى دار امرأة تعرف بأمّ هانىء فى التاريخ المذكور ، وهو سنة ١٩٣ ، بعد وفاة الإمام الليث بثمانى عشرة سنة (٣). وكان بجوار هذه الدار امرأة يهودية لها ابنة مقعدة ، فأرادت (٤) الأم أن تتوجّه إلى الحمّام ، فقالت لها : يا بنيّتى ، ما أصنع فى أمرك؟ هل لك أنّ نحملك معنا إلى الحمّام؟ قالت [البنت](٥) : يا أمّاه ، اجعلينى عند هذه الشريفة التى بجوارنا حتى تعودى. فجاءت أمّها إلى السيدة نفيسة ، وسألتها واستأذنتها فى ذلك (٦) ، فأذنت لها ، فأتت بها إليها ، ووضعتها فى جانب البيت ، ومضت ، فجاء وقت صلاة الظهر ، فقامت السيدة نفيسة فتوضّأت إلى جانب الصبية ، فجرى الماء إليها (٧) ، فألهمها الله تعالى أن أخذت من ماء الوضوء وجعلت تمرّ به على أعضائها ، فشفيت (٨) بإذن الله تعالى ، وقامت تمشى كأن لم يكن بها شىء ، فلما جاء أهلها خرجت إليهم تمشى ، فسألوها عن شأنها ، فأخبرتهم ، فأسلموا.
__________________
(١) فى «م» : «مدة».
(٢) هكذا فى «م» ، وهى غير «المصيصة». وفى الكواكب السيارة (ص ٣٢) ومساجد مصر وأولياؤها الصالحون ج ١ ص ١٢٣ (نقلا عن المقريزى): «المصوصة».
(٣) فى «م» : «بثمان سنين» وهو خطأ ، فالثابت والصحيح أن الإمام الليث توفى سنة ١٧٥ ه.
[انظر وفيات الأعيان ج ٤ ص ١٢٧].
(٤) فى «م» : «وكان بجوار هذه الدار رجل يهودى ولد بنت ولها أم فأرادت ...» فيها اضطراب فى سياقها ، وما أثبتناه عن المصادر السابقة.
(٥) ما بين المعقوفتين من عندنا.
(٦) فى «م» : «وسألتها فى ذلك». والعبارة هنا للسخاوى فى تحفته.
(٧) فى «م» : «لها».
(٨) فى «م» : «فتمت».