ذكر أبو محمد الحسن بن إبراهيم بن الحسن اللّيثى ، المعروف بابن زولاق ، قال : حدثنى عبد الله (١) بن أحمد بن طباطبا ، قال : رأيت فيما يرى النائم ـ ولى من العمر أقل من عشرين سنة ـ كأنّ طاقا مفتوحا من السماء ، فصعدت فيه ، ومشيت حتى انتهيت إلى بيت فى صدره سرير الرسول (٢) ، عليه امرأة أعلم أنها خديجة ، فقمت إليها ، وسلّمت عليها ، [فقالت : من تكون؟ فقلت : عبد الله بن أحمد بن طباطبا ، فصفّقت بيديها وقالت : يا فاطمة ، قد جاءك من أولادك ولد. فخرجت من بيت على يسار خديجة ، فقمت إليها ، وقبّلت يديها ، فقالت : مرحبا بالولد الصالح ، وجلست](٣) ثم خرج كهلان ، أعلم أنهما الحسن والحسين ، فقمت وقبّلت يد الواحد ، فقال لى : عمّك ، وأشار إلى أخيه الحسين (٤) ، ثم جلسوا ، ثم خرج رجل عليه سكينة ووقار ، فقال لى أحدهما (٥) : هذا جدك أمير المؤمنين علىّ بن أبى طالب ، فقاموا كلهم (٦) ، وجلس ، ثم رأيت خديجة محترفة (٧) تريد النزول عن السرير ، ورأيت الجماعة تحركوا للقيام ، وقد سرى نور ، ونزلت خديجة ، وخرج رسول الله صلّى الله عليه وسلم ، فقاموا كلهم ، وقمت معهم ، فأكببت على رجليه أقبّلهما ، فمنعنى وقال : لا تصنع هذا بأحد. وجلسوا يتحدثون ، فما أنسى طيب حديثهم ، إلى أن قال لى رسول الله ، صلّى الله عليه وسلم : قم. فقلت : يا رسول الله ، إنى أريد المقام عندكم.
فقال : قم. فأخذ بيدى وأنزلنى من الطّاق ويدى فى يده وهو يقول لى :
__________________
(١) فى «ص» : «أبو عبد الله» خطأ ، والصواب ما أثبتناه.
(٢) فى «ص» : «سرير أسود».
(٣) ما بين المعقوفتين عن «ص» والكواكب السيّارة ، وساقط من «م». والكهلان ـ بعدها ـ مثنى كهل ، وهو من جاوز الثلاثين إلى الخمسين.
(٤) فى «ص» : «وأشار بيده إلى الحسن».
(٥) فى «م» : «إحداهما» خطأ ، والصواب ما أثبتناه.
(٦) فى «ص» : «فقاموا كلهم له».
(٧) محترفة : أى على حرف السرير وطرفه. وفى «ص» : «محتفزة» أى متهيّئة.