أقسمت عليك يا رب ألّا تدع أحدا من الحيتان إلّا ويأتى بجوهرة. قال : فرأيت حيتانا (١) كثيرة طافية على وجه البحر ، فى فم كل حوت جوهرة. قال : ثم ألقى نفسه فى البحر ومشى على الماء وغاب عنّا».
وقال ذو النون : «سافرت إلى الشام لعلّى أجتمع بأحد (٢) من أولياء الله تعالى ، فعبرت على مغارة ، فوجدت رجلا جالسا على باب المغارة ، فسلّم علىّ وقال لى : يا ذا النون (٣) ، رجل كان يسأل الله تعالى فى الاجتماع بك لتحضر الصلاة عليه ، فقف هاهنا. ثم دخل المغارة ، فإذا بعجوز قد خرجت من المغارة تبكى ، فقالت : يا سيدى ، الذي كلّمك هو ولدى ، وكان يسأل الله تعالى أن تحضر الصلاة عليه ، وقد مات. فدخلت فوجدته مستقبل القبلة ، وعنده آلة الغسل والكفن ، فغسلته وكفنته وصليت عليه ، وكنت أكبّر وأسمع التكبير من خلفى ، فلما فرغت من الصّلاة عليه إذا هو قد حمل من بين يدىّ ، فخرجت وأنا متعجب ، ثم استوحشت ، فإذا أنا بصوت رجل يقرأ القرآن ، فاتبعت الصّوت ، فإذا هو يخرج من مغارة أخرى ، فدخلتها ، فإذا شيخ عليه وقار ، وعليه قميص من ليف ، فقال : يا ذا النون ، صلّيت على الرّجل الصالح؟
قلت : نعم ، قد صليت عليه وسمعت تكبيرا (٤) من خلفى. فقال : أقم عندى اليوم. قال : فأقمت عنده تلك الليلة ، فإذا طائر يدخل المغارة وبين رجليه جوزة ، وفى منقاره (٥) زبيبة فيلقيها ، ثم يذهب فيعود كذلك ، فسألت عن ذلك (٦) الطائر ، فقال : سخّره الله تعالى لى ، يأتينى فى اليوم كذا وكذا مرّة ، فنظرت داخل المغارة فإذا عين تجرى وفى داخلها رجل ، وهو يدعو : اللهمّ
__________________
(١) فى «ص» : «حيتان» لا تصح ، والصواب ما أثبتناه.
(٢) فى «م» : «لعلّى أجد أحدا ، أو اجتمع بأحد».
(٣) فى «م» : «يا ذو النون» لا تصح.
(٤) فى «ص» : «وأنا أسمع التكبير».
(٥) فى «ص» : «وفى فمه».
(٦) فى «م» : «عن هذا».