الشافعى (١). يكنى أبا البركات ، مولده بأستوى خبوشان فى سنة ٥١٠ ه ، وهى بلدة بنواحى نيسابور ، وأستوى ناحية كثيرة القرى من أعمال نيسابور ، قال ذلك بعض (٢) المؤرخين.
وتفقّه المذكور على محمد بن يحيى (٣) تلميذ الغزالى ، وحدّث عن أبى الأسعد هبة الرحمن بن عبد الواحد القشيرى. وقدم مصر سنة ٥٦٥ ه واستوطنها ، وأقام ببعض المساجد ، وذلك فى دولة العبيديين ... والمسجد قيل : هو بباب الجوانية ، ثم انتقل إلى القرافة ، وجاور بتربة الإمام الشافعى. ولمّا ملك السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب ديار مصر ، أفتاه بقتل «العاضد» (٤) ، وأشار عليه ببناء المدرسة الصلاحية (٥) المجاورة لضريح الإمام محمد بن إدريس الشافعى ، فقبل ذلك منه وبناها (٦).
__________________
الأعيان ج ٤ ص ٢٣٩ و ٢٤٠ ، وحسن المحاضرة ج ١ ص ٤٠٦ و ٤٠٧ ، والنجوم الزاهرة ج ٦ ص ١١٥ و ١١٦ ، وشذرات الذهب ٤ ص ٢٨٨ ، والعبر للذهبى ج ٣ ص ٩٥].
(١) فى وفيات الأعيان : أنه دفن فى قبّة تحت رجلى الشافعى ، وبينهما شباك.
[انظر المصدر المذكور ج ٤ ص ٢٤٠].
(٢) فى «م» : «بعد» تصحيف.
(٣) هو محمد بن يحيى بن أبى منصور النّيسابورى الملقب محيى الدين فقيه شافعى ، أستاذ المتأخرين وأوحدهم علما وزهدا ، ولد سنة ٤٧٦ ه ، وتفقه على الإمام حجة الإسلام أبى حامد الغزالى ، وأبى المظفر أحمد بن محمد الخوافى. انتهت إليه رياسة الفقه بنيسابور وقتله الغزّ سنة ٥٤٨ ه لمّا استولوا على نيسابور فى وقعتهم مع السلطان سنجر السلجوقى.
[انظر ترجمته فى الأعلام ج ٧ ص ١٣٧ ، وطبقات الشافعية للسبكى ج ٧ ص ٢٥ ـ ٢٨ ، ووفيات الأعيان ج ٤ ص ٢٢٣ و ٢٢٤ ، والعبر للذهبى ج ٣ ص ٧ و ٨ ، والنجوم الزاهرة ج ٥ ص ٣٠٥ ، وشذرات الذهب ج ٤ ص ١٥١].
(٤) هو العاضد عبد الله العبيدى صاحب مصر. [انظر ترجمته فى وفيات الأعيان ج ٣ ص ١٠٩ ـ ١١٢ ، والنجوم الزاهرة ج ٥ ص ٣٣٤ ـ ٣٥٧].
(٥) فى «م» : «المدرسة الصالحية» تصحيف ، وما أثبتناه عن حسن المحاضرة ج ١ ص ٤٠٦ نسبه إلى صلاح الدين.
(٦) فى «م» : «وبناه» لا يصح ، فالضمير يعود على المدرسة المذكورة.