وقال : «من أسكن نفسه محبّة شىء من الدّنيا فقد قتلها بسيف الطّمع ، ومن طمع فى شىء ذلّ له (١) وهلك».
وقال : «لا يصل العبد لشىء من التّقوى وعليه بقيّة من الزّهد والورع والتّقوى مقرونة بالمراضاة (٢). قال الله تعالى : (وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ)» (٣).
قيل (٤) : إنّه كان يعطى الورق احتسابا ، وكان الشيخ أبو الحسن الكاتب ـ المقدّم ذكره ـ يكتب احتسابا أيضا ، فغاب الورّاق يوما ، فأعطى الكاتب الورق مع الكتابة ، فلما عاد الورّاق لم يكتب إليه أحد ، فأخذ الورق ، وانفرد الكاتب بالمعلمين ، فغضب منه الورّاق وقال : أخذت الأجر كلّه ، ولم يكلّمه زمانا ، بالمعلمين ، فغضب منه الورّاق وقال : أخذت الأجر كلّه ، ولم يكلّمه زمانا ، وماتا متغاضبين ، فرأى رجل من الصالحين أبا الحسن الدينورى وهو على نجيب (٥) من نور ، وعليه من خلع الرّحمن ، قال : فجئت إليه وقبّلت يديه ، وقلت له : من أين يا سيدى؟ قال : من دعوة الصّلح بين الكاتب والورّاق ، أصلح بينهما ربّ العالمين على موائد الفضل والرحمة (٦)!
__________________
عن محرّم ، ورّثه الله تعالى حكمة على لسانه يهتنى بها [من الهناء] ومن غضّ بصره .. الخ».
(١) فى «ص» : «ذلّ بذلّه». وطمع فى شىء : اشتهاه ورغب فيه.
(٢) فى «ص» : «مقرون بالراحة».
(٣) سورة الطلاق من الآيتين ٢ و ٣.
(٤) من هنا إلى نهاية الترجمة عن «م» وساقط من «ص».
(٥) النجيب : من خيار الإبل.
(٦) إلى هنا ينتهى الساقط من «ص».