فيصبح
الفساق ما أسروا في أنفسهم نادمين) (١) ، ومعلوم أن القرآن هو ( فَيُصْبِحُوا
عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ )
(٢) من غير زيادة لفظ (الفاسق) ولكنا لا نجزم بأنها قراءة اتخذها ابن الزبير قرآناً في قبال لفظ الآية ؛ لورود لفظ (سمع) في الرواية الذي يدل على أن الراوي سمعته مرة يقرأ بهذا الشكل ، ولا يدل أنها قراءته الدائمة ، وإلّا لو كانت قراءته الدائمة لكانت من التحريف بالزيادة ، وكشاهد علی صحة هذا التفريق ما أردفه الراوي في الرواية السابقة وهو (قال عمرو : ولا أدري كانت قراءته أم فسر ؟) فسماع القراءة مرّة واحدة لا يدل علی أنها قراءة اختص بها القارئ مدعياً قرآنيتها ، لذلك لا نعدها تغييراً في النص القرآني ، وكذاك لا نعتمد علی باقي الصيغ التي لا نحرز منها اعتقاد القارئ قرآنية المتلو . ولنبدأ باستقراء تلك
الموارد علی حسب ترتيب آيات القرآن الكريم وقد اعتمدنا هنا على التتبع التقليدي للروايات الدر المنثور للعلامة السيوطي ولا ريب أن التفاسير الأُخرى كالطبري والبحر المحيط لأبي حيان ، وغيرهما من كتب القراءات الشاذة وكتب المصاحف لابن الأنباري وابن أبي داود وغيرهما تحوي ما لا يحويه الدر المنثور ، ولكن لئلا يطول بنا المقام اكتفينا بعمل السيوطي ، وهو ليس بالقليل . ___________ (١)
الدر المنثور للسيوطي ٢ : ٢٩٢ ، ط . دار المعرفة . (٢)
المائدة : ٥٢ .لنبدأ
: