وهكذا تابع إمامهم في التفسير الضحاك بن مزاحم رأي شيخه ابن عباس ، فجاهر بوقوع التحريف لهذه الآية كما جاهر شيخه من قبل ، فادعى وقوع التحريف في هذه الآية بسبب نعاس كاتب المصحف !
أخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الضحاك أنه قال : كيف تقرأون هذه الآية ( يَذَرَكَ ) (١) ؟ قالوا : ( يَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ ) ! فقال الضحاك : إنما هي (الاهتك) أي عبادتك ، ألا ترى أنه يقول : ( أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَىٰ ) (٢) ! (٣) .
ما زال الضحاك يخطّئ قرآن المسلمين ويدعي تحريفه ، ولا بأس بإضافة إمامهم الضحاك لقائمة الكفار والمرتدين من أكابر الصحابة والتابعين ، وكله على مذهب الوهابية .
قال الفخر الرازي في تفسيره : قرأ أبو عمرو وعيسى بن عمر (إن هذين
___________
=
مجموع الفتاوى ، ومنعا للإطالة سنذكر تلك الاعترافات في المقام التالي الذي خصص لذكر اعترافات وشهادات علماء أهل السنة بأن بعض الصحابة والتابعين اعتقدوا تحريف القرآن .
(١) الأعراف : ١٢٧ .
(٢) النازعات : ٢٤ .
(٣) الدر المنثور ٣ : ١٠٧ .
(٤) انظر ملحق رقم (١٧) .