من
القرآن قطعاً ، وهنا سنبين أن بعض السلف اتخذ الشاذ ديناً وقرآناً في قبال قرآن المسلمين . فإن قيل : إنّ هذا
التلاعب بألفاظ القرآن ليس تحريفاً ! لأن الصحابة إنما اتبعوا ما تواتر في زمنهم عن النبي صلّی الله عليه وآله وسلم ، وكل هذه
الأشكال المختلفة من القراءات الشاذة قد تلقوها منه صلّی الله عليه وآله وسلم ! ، وهذا الكلام غير صحيح ، لأمور : ١ ـ هذا إدعاء لا
دليل عليه ، بل الواقع يشهد أن النبي صلّی الله عليه وآله وسلم لم يقرأ القرآن بأشكال مختلفة ، فضلاً عن قراءته بالشواذ ، فلم يقرأ كما قرأ ابن مسعود (وتكون الجبال كالصوف المنفوش) ! ٢ ـ دعوى تواتره في
زمنهم يكذبه الحال ، إذ لو صح ذلك لما تميز هذا الصحابي دون غيره بقراءته الشاذة . ٣ ـ اعتراض السلف
بعضهم علی بعض في القراءة يدل علی عدم كون أشكال القراءة سنة متبعة في نظرهم ، وإلا كيف يصح اعتراضهم علی قراءة رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم ؟! ٤ ـ استند كثير من
الصحابة والتابعين إلى آرائهم الشخصية لتبرير قراءتهم الشاذة حين اعترض عليها ، ولو كان هناك سند متصل ، فضلاً عن التواتر لقال القارئ : أن هذه قراءة النبي صلّی الله عليه وآله وسلم ! ٥ ـ لو سلمنا بكل هذا
وقلنا : إنّ هذه القراءات الشاذة بأشكالها وألوانها قد تواترت عن النبي صلّی الله عليه وآله وسلم عند كل من دفع دخل :