( مِهَادًا ) (١) ، لا تعد من القراءة الشاذة عندهم ؛ لأن المصاحف القديمة لم يكن بها ألفات ، فيتوافق رسمها مع رسم المصاحف القديمة ، حيث كانت تكتب في تلك المصاحف بهذا الشكل (مهد) وتُنطق ( مِهَادًا ) .
وكذلك التنقيط ، فليس من القراءات الشاذة أن يقرأ (ننشرها) بدلاً من ( نُنشِزُهَا ) (٢) أو يقرأ (فاليوم ننحيك ببدنك) بدلا من ( نُنَجِّيكَ ) (٣) لنفس السبب ، وهذا في الواقع تنزل وتسامح وجرياً على مبانيهم ، ، وإلا فلا شك أنها تحريف وتغيير للنص القرآني ، فلا يمكن لرسمٍ معدوم الألفات والنقاط أن يشفع في تغيير ألفاظ وكلمات القراءة المتواترة التي هي عين القرآن المنزل على قلب المصطفى صلّى الله عليه وآله وسلم ، والتي يسمعها لفظاً كل من مشى في طرق المسلمين وأزقتهم .
قلنا : إن القراءة الشاذة تحريف ؛ لأن صاحب القراءة الشاذة كان يرى قرآنية ما يخالف الموجود في دنيا المسلمين ، ويتخذ من رأيه واستحسانه منبعاً لتغيير ألفاظ القرآن ومصدراً لكتابته في مصحفه الخاص ، وقد بيّنا في مبحث القراءات بنفس كلمات علماء أهل السنة أن الشاذ تحريف وليس بقرآن ولا يصح الاستدلال به فقهاً ولا قراءة في الصلاة ، وكان خلاصة كلامهم أنّ القرآن مما تواتر نقله وما شذ به البعض من الصحابة وغيرهم من قراءات شاذة ليس
___________
(١) النبأ : ٦ .
(٢) البقرة : ٢٥٩ .
(٣) يونس : ٩٢ .