طبعا لأنه معصوم ! (١) ، مع أن كلام عمر واعتراضه على القارئ لا يدل ولا يشعر بأي شيء من النسيان أو السهو ! وعلى أي حال فهذا اعتراف منه بأن ابن الخطاب اعتقد تحريف القرآن ، ولو نسيانا بزعمه ، فأما الاعتراف فحسي نافذ ، وأما زعم النسيان فادعاء حدسي يحتاج إلى دليل .
ذكر الإمام ابن عطية في تفسيره ـ الذي يعتز به ابن تيمية ـ كلاما قصيرا ذا فائدة عظيمة ، وكما قيل : خير الكلام ما قل ودل ، فها هو ابن عطية الأندلسي يعترف ويقر بأن جماعة من السلف الصالح منهم عائشة وأحد القراء السبعة أبو عمرو ابن العلاء كانوا يقولون بوقوع تحريف القرآن في هذا المقطع ( إِنْ هَـٰذَانِ لَسَاحِرَانِ ) (٢) ، قال ابن عطية :
وقالت جماعة منهم عائشة ، وأبو عمرو : هذا ممّا لَحَنَ الكاتب فيه (٣) .
ولا ندري من هم بقية الجماعة ، ( فَعَسَى اللَّـهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ ) (٤) .
___________
(١) أهل السنة يقولون : إن عمر بن الخطاب ليس بمعصوم ، ولكن عند تقييم أفعاله يفترضون عصمته مسبقا !
(٢) طه : ٦٣ .
(٣) تفسير ابن عطية ١٠ : ٥٠ ط . قطر .
(٣) المائدة : ٥٢ .