المنذر وابن الأنباري في المصاحف ، عن خرشة بن الحر قال : رأی معي عمر بن الخطاب لوحا مكتوبا فيه ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّـهِ ) (١) . فقال من أملی عليك هذا ؟ قلت : أبي بن كعب . قال : إن أبيا أقرأنا للمنسوخ قرأها (فامضوا إلی ذكر الله) .
أخرج عبد بن حميد عن إبراهيم قال : قيل لعمر : إن أبيا يقرأ ( فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّـهِ ) (٢) . قال عمر : أبي أعلمنا بالمنسوخ ، وكان يقرأها (فامضوا إلی ذكر الله) (٣) .
قال ابن حجر العسقلاني مصححا الرواية الأولی : قوله ـ أي البخاري ـ : وقرأ عمر فامضوا إلی ذكر الله . ثبت هذا هنا في رواية الكشميهني وحده ، وروی الطبري عن عبد الحميد بن بيان ، عن سفيان ، عن الزهري ، عن سالم بن عبد الله ، عن أبيه قال : ما سمعت عمر يقرأها قط فامضوا . ومن طريق مغيرة عن إبراهيم قال : قيل لعمر : إن أبي بن كعب يقرأها ( فَاسْعَوْا ) ! قال : أما أنه أعلمنا وأقرأنا للمنسوخ ، وإنما هي : فامضوا . وأخرجه سعيد بن منصور فبين الواسطة بين إبراهيم وعمر وأنه خرشة بن الحر ، فصح الإسناد (٤) .
___________
(١) و (٢) الجمعة : ٩ .
(٣) الدر المنثور ٦ : ٢١٦ .
(٤)
فتح الباري لابن حجر ٨ : ٤٩٢ ، ولزيادة الاطمئنان بصحة نسبة هذا التحريف أو
القراءة
=