أخرج أبو عبيد وابن جرير وابن المنذر عن الضحاك بن مزاحم رضي الله عنه أنه قرأها (ووصى ربك) قال : إنهم ألصقوا إحدى الواوين بالصاد فصارت قافا ! (٢) .
وأخرجه ـ ابن اشته ـ من طريق أخرى عن الضحاك أنه قال : كيف تقرأ هذا الحرف ؟ قال ( وَقَضَىٰ رَبُّكَ ) (٣) قال : ليس كذلك نقرأها نحن ولا ابن عباس ! إنما هو (ووصى ربك) ، وكذلك كانت تقرأ وتكتب ، فاستمد كاتبكم فاحتمل القلم مدادا كثيرا فالتصقت الواو بالصاد ! ثم قرأ ( وَلِلَّـهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّـهَ ) (٤) ولو كانت ( وَقَضَىٰ ) من الرب لم يستطع أحد رد قضاء الرب ، ولكنه وصية أوصى بها العباد (٥) .
___________
(١) انظر ملحق رقم (١٦) .
(٢) الدر المنثور ٤ : ١٧٠ ـ ١٧١ .
(٣) الإسراء ٢٣ .
(٤) النساء : ١٣١ .
(٥) الإتقان ١ : ٥٤٢ .
أقول : قد اعترف بعض علماء أهل السنة أن الضحاك قال بوقوع التحريف في
هذه الآية منهم الإمام القرطبي في تفسيره ، والحافظ ابن حجر العسقلاني في فتح الباري ، وابن
تيمية في
=