المقطع من القرآن ، كما سيأتي الكلام عنه إن شاء الله تعالى ، والسؤال هو : أين التوقيف واتباع قراءة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من اجتهاد أُبيّ بن كعب في القراءة وإدخال رأيه فيها ؟!
أخرج ابن المنذر عن ميمون بن مهران ، قال : في مصحف أُبيّ بن كعب ومصحف ابن مسعود (فليس عليهن جناح أن يضعن جلابيبهن غير متبرجات) .
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن مسعود وابن عباس أنهما كانا يقرآن (فليس عليهن جناح أن يضعن جلابيبهن غير متبرجات) .
قد أثر عن ابن عباس أنه كان يقرأها بالشكلين بما أنزل الله عزّ وجلّ وبغيره ، ويكفي لإثبات التلاعب هو اعتقاد القارئ قرآنية الشاذ ، سواء اقتصر على الشاذ أم كان يرى قرآنية غيره أيضا ، وكان ابن عباس يعلل ذلك بأن الثياب تعني الجلباب ! :
أخرج أبو عبيد في فضائله وابن المنذر وابن الأنباري في المصاحف والبيهقي في السنن عن ابن عباس أنه كان يقرأ ( أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ ) ويقول : هي الجلباب (١) ، ولعل عدوى ابن مسعود أصابت ابن عباس ! ، وهي في القرآن هكذا ( فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ ) (٢) .
___________
(١) الدر المنثور ٥ : ٥٧ .
(٢) النور : ٦٠ .