أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه ( وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّـهَ ) (١) . قال : هي في مصحف ابن مسعود (وما يعبدون من دون الله) فهذا تفسيرها (٢) .
أقول : لا يتوهم أن جملة (فهذا تفسيرها) دليل ٌ على أن هذا التغيير كان مجرد تفسير للآية ، فالظاهر أن قتادة فسر الآية بهذا المعنی ؛ لأن قراءة ابن مسعود لها كانت بهذا الشكل ، ويتضح ذلك أكثر عند ملاحظة تبديل مفردات الآية في المصحف بمفردات أخرى ، والتفسير إنما يكون بالزيادة لا مع حذف الآية وتبديل مفرداتها ، ولأمر سهل كما قلنا ، فلا نطيل لإثبات مورد وموردين مع وجود مئات الموارد الأخرى التي تثبت تلاعب سلفهم الصالح بالقرآن .
أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة قال : هي في مصحف عبد الله (فخاف ربك إن يرهقهما طغيانا وكفرا) (٣) ، وهي في القرآن هكذا ( وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا ) (٤) .
أخرج من وجه آخر عن سعيد بن جبير قال : جلست عند ابن
___________
(١) الكهف : ١٦ .
(٢) الدر المنثور ٤ : ٢١٦ .
(٣) الدر المنثور ٤ : ٢٢٩ .
(٤) الكهف : ٨٠ .