يفتتح بالبسملة في منتصف السورة لذلك لم تكتب (١) ، فهل يكفرون إمام المالكية أم لا ؟
وهو ابن أبي داود السجستاني صاحب السنن ، قد صنف سفرا جليلا أسماه كتاب المصاحف ، كان مرجع العلماء في معرفة ما غيّره السلف من الصحابة والتابعين في مصاحفهم ، وقد عقد بابا في كتابه المصاحف بعنوان : (باب ما غيّر الحَجّاج في مصحف عثمان) (٣) ، وآخر بعنوان (باب ما كتب الحجاج بن يوسف في المصحف) (٤) ، وهذا أدل دليل على أنه يرى وقوع التحريف في مصحف عثمان ، وقد روى في ذلك رواية لا بأس بإيرادها :
حدثنا أبو حاتم السجستاني ، حدثنا عبّاد بن صهيب (٥) ، عن عوف بن جميلة : أن الحجاج بن يوسف غيّر في مصحف عثمان أحد عشر حرفا ، قال :
___________
(١) وهناك مورد آخر قد استدل به على أن مالكا كان يرى تحريف القرآن ، وهو ما ذكره ابن أبي داود في كتاب المصاحف : ٤٤ : (حدثنا أبو المطهر ، حدثنا ابن وهب قال : سألت مالكا عن مصحف عثمان ـ رض ـ فقال : ذهب) وهو كما ترى .
(٢) انظر ملحق رقم (٢٤) .
(٣) المصاحف : ١٣٠ .
(٤) المصاحف : ٥٩ .
(٥) قال فيه أحمد بن حنبل : ما كان صاحب كذب . وقال أبو داود : صدوق قدري . فهو معتبر على شرط أبي داود .