يكفر به فقال عبد الله : لكني أومن به (١) .
هنا يرد سؤال وهو : هل أن هذه الزيادة مما علم ابن مسعود نسخها وتبديلها في العرضة الأخيرة للقرآن أم لا ؟! ، ومن غير المعقول أن يخالف ابن مسعود ما علمه من رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم ؛ لأنه صحابي جليل كما هو منطق أهل السنة ! ، وها قد ذكرت رواياتهم تأييد الإمام أمير المؤمنين عليه السلام لهذه الزيادة ! (٢)
إن كان الصحابة وسلفهم الصالح قد أكثروا من التلاعب بالقرآن الكريم ، فإن أبا حنيفة زاد في الطنبور نغمة بل نغمات حين حكم بجواز قراءة القرآن بالفارسية في الصلاة ، بدعوی أن القرآن كما هو عربي كذلك هو فارسي أي أن ترجمته فارسية تكون قرآنا ! ومعلوم أن الحكم بقرآنية ما ليس موجودا في مصحفنا هو تحريف للقرآن بالزيادة .
___________
(١) الدر المنثور ٦ : ٣٩١ .
(٢) ما روي عن الإمام علي عليه السلام لا يمكن التسليم به ؛ لأن المواقف السياسية التي كانت تحيط بالأمير عليه السلام تجعل عدم إذاعة تحريفه وتغييره لنصوص القرآن من المستحيلات وقد مرّ في رواية سابقة تربص المنافقين لإشاعة الفتنة حينما ذكر الأمير عليه السلام التسبيح في الصلاة بعد قراءته ( سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ) (الأعلی : ١) فاغتنمت فرصة للطعن به صلوات الله وسلامه عليه .