فالتصقت إحدى الواوين بالصاد فقرأ الناس ( وَقَضَىٰ رَبُّكَ ) (١) . ولو نزلت على القضاء ما أشرك به أحد (٢) .
هذه الروايات صحيحة السند وثابتة عن ابن عباس ، فقد دافع عن سندها من قيل في حقه إنه : وحيد عصره ، وإمام الدنيا بأسرها في أيامه في علوم الحديث والفقه والجرح والتعديل وجميع الفنون (٣) .
حيث اعترض على من طعن في تلك الروايات ، فأصر بدوره على أن رواية ابن عباس السابقة رجالها رجال الصحيح فلا مجال لردها ! ، وذهب إلى لزوم تأويلها لا رفضها ، وهذا ما قاله في فتح الباري :
وروى الطبري وعبد بن حميد بإسناد صحيح كلهم من رجال البخاري عن ابن عباس أنه كان يقرأها (أفلم يتبين) ويقول كتبها الكاتب وهو ناعس .
وقال : وأما ما أسنده الطبري عن ابن عباس فقد اشتد إنكار جماعة ممن لا علم لهم بالرجال صحته ، وبالغ الزمخشري في ذلك كعادته إلى أن قال : هي والله فرية ما فيها مرية ، وتبعه جماعة بعده ، والله المستعان ! وقد جاء نحو ذلك
___________
(١) الإسراء : ٢٣ .
(٢) الدر المنثور ٤ : ١٧٠ .
(٣) التقيد والإيضاح شرح مقدمة ابن الصلاح ـ التمهيد ـ .