لاحظ أن ذكر هذه الكلمات كرأي ووجه من الوجوه يدل على أن بعض علمائهم قد قال به كجواب عن مشكلة الإعراب الموهومة ، وقد مر ذلك عند البغوي .
واعترف في تفسير قوله تعالى : ( وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ) (١) باعتقاد ابن عباس والضحاك بن مزاحم وقوع التحريف في هذه الآية :
وفي مصحف ابن مسعود (ووصّى) وفي قراءة أصحابه ، وقراءة ابن عباس أيضا وعليّ وغيرهما ، وكذلك عند أبي بن كعب ، وقال ابن عباس : إنما هو (ووصّى ربك) فالتصقت إحدى الواويين فقرئت ( وَقَضَىٰ رَبُّكَ ) إذ لو كانت على القضاء ما عصى الله أحد .
وقال الضحاك : تصحّفت (٢) على قوم (وصّى) بـ (قضى) حين اختلطت الواو بالصاد وقت كَتْب المصحف (٣) .
ومع كل هذه الاعترافات الصريحة من أعاظم علماء أهل السنة يأتي بعض الجهلة ليقول : ايتونا بعالم أو بشبه عالم من أهل السنة قال بتحريف القرآن !
اعترف الإمام الطحاوي في كتابه (مشكل الآثار) بإنكار ابن مسعود
___________
(١) الإسراء : ٢٣ .
(٢) التصحيف أي الخطأ والالتباس .
(٣) الجامع لأحكام القرآن ١٠ : ٢٣٧ ط . دار إحياء التراث العربي .