للمعوذتين حين نقل الروايات الصحيحة التي فيها ذكر لحك ابن مسعود للمعوذتين من المصحف ، وقوله : لا تلحقوا فيه ما ليس منه ، وقوله عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان يتعوذ بهما فقط وليستا من القرآن ، فأشكل على الطحاوي ما ادعاه ابن مسعود ، مع العلم أن كل ما أشكل عليه في مشكل الآثار صحيح في نظره ، وهذا نص كلامه في المقدمة :
فإني نظرت في الآثار المروية عنه صلى الله عليه وآله وسلم بالأسانيد المقبولة التي نقلها ذوو التثبت فيها والأمانة عليها وحسن الأداء لها ، فوجدت فيها أشياء مما سقطت معرفتها والعلم بما فيها عن أكثر الناس ، فمال قلبي إلى تأملها وتبيان ما قدرت عليه من مشكلها (١) .
وبعد أن أخذت منه أقوال ابن مسعود كل مأخذ ، حاول إثبات قرآنية المعوذتين بالروايات بعد أن ذكر الشك فيهما : ثم تأملنا ما روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيهما سوى ذلك ، هل نجد فيه حقيقة أنهما من القرآن أو أنهما ليستا من القرآن ؟ (٢) .
ثم ذكر سبع روايات ، ست منها ينتهي سندها إلى عقبة بن عامر والأخيرة مرسلة !! ، وأنهى مشكله بقوله :
فكان فيما روينا تحقيق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنهما من القرآن ، فاتفق جميع ما رويناه عنه في ذلك لما صح وخرجت معانيه ولم
___________
(١) مقدمة مشكل الآثار .
(٢) مشكل الآثار ١ : ٣٣ .