ابن آدم إلّا التراب) (١) .
فعلق عليها المغفل بقوله : وحديث (لو كان لابن آدم واديان من مال) لا يبلغ أن يكون قرآنا معجزاً ، إذا لو كان كذلك لبلغت رواياته بأنه من القرآن حد التواتر ، ولما توقف ابن عباس وأنس بن مالك عن إثباته فيه .
وأما رواية أبو موسى في مسلم (إنا كنا نقرأ سورة ... فأُنسيتها) فلو كانت قرآنا يماثل ما هو محفوظ بين الدفتين لرأيت ألوف الصحابة كانوا على ذكر منها . فإذا نسيها الواحد أو الآحاد ذكّرهم غيرهم . وكان من حفظ حجة على من لم يحفظ . والوحي أقسام : ومنه ما لا يبلغ درجة القرآن ، والقرآن ما ثبت بالتواتر جملا وتفصيلا وهو ما بين الدفتين بلا زيادة ولا نقصان (٢) .
فانظر كيف خذله الله فاعترف بأن أبا موسى الأشعري أدخل ما في القرآن ما ليس منه ، عمدا أو سهوا ، فلو سلمنا بكل ما في كتيبه لخلصنا إلى نتيجة وهي أن أبا موسى الأشعري وبعض الشيعة قالوا بتحريف القرآن وهم كفرة !
أخرج أبو عبيد في فضائله ، وابن أبي شيبة في مسنده ، وعبد بن حميد
___________
(١) صحيح مسلم ٣ : ١٠٠ كتاب الزكاة باب كراهية الحرص على الدنيا وبشرح النووي ٧ : ١٣٩ ١٤٠ ، وعن المسند الجامع ١١ : ٤١٤ (أبو موسى الأشعري) .
وعن الإتقان في علوم القرآن ٢ : ٢٥ (ذكر جزء الحديث الأخير فقط) .
(٢) الشيعة وتحريف القرآن : ١٦١ .