حتى أخبرك ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم فلما أخبرها قالت : أكتب ! إني سمعت رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم يقول (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر) (١) .
ولا أكاد أفهم ما معنى إدخال أحدهم جملة ما في القرآن ، ويشهد على أنها منه ، ويعاود الكرة مرة بعد أخرى ، ثم يكتبها بيده ، فيموت ويترك مصحفا فيه تلك الزيادة ضمن النص القرآني ، ومع ذلك كله لا يعتقد أن هذه الجملة من القرآن !
وهذا الولد البار بأبيه أعطى الأمة الإسلامية زبدة المخض ، فاختصر
___________
(١) الدر المنثور ١ : ٣٠٢ ـ ٣٠٣ . أقول : لا عجب في الموافقة التامة بين فعل عائشة وفعل حفصة ، إذ المتأمل في سورة التحريم التي تحكي تآمرهما وتظاهرهما على النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى أنزل الله عزّ وجلّ بهما قوله ( إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّـهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّـهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَٰلِكَ ظَهِيرٌ عَسَىٰ رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا ) (التحريم : ٥) إلى أن يقول سبحانه وتعالى : ( ضَرَبَ اللَّـهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّـهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ ) (التحريم : ١٠) يتضح لنا أن المرأتين كانتا في حالة وفاق واتفاق ، حتى في إيذاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم .