واعترف بكل صراحة عند تفسيره لقوله تعالى : ( وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ ) (١) بأن عائشة وأبان بن عثمان بن عفان كانا يقولان بتحريف القرآن ، قال :
واختلف الناس في معنى قوله : ( وَالْمُقِيمِينَ ) وكيف خالف إعرابها ما تقدم وتأخر ، فقال أبان بن عثمان وعائشة : ذلك من خطأ كاتب المصحف .
وروي أنها في مصحف ابن مسعود (والمقيمين) ، وكذلك روى غصمة عن الأعمش ، وكذلك قرأ سعيد بن جبير وكذا قرأ عمرو بن عبيد الجحدري وعيسى بن عمر ومالك بن دينار ، وكذلك روى يونس وهارون عن أبي عمرو (٢) .
ولا ندري لماذا لم يكفر ابن عطية عائشة وأبانا وأبا عمرو ؟! ، ولماذا لم يكفر الوهابيون ابن عطية ؟! ، ولماذا لم يكفروا ابن تيمية الذي لم يكفر ابن عطية ؟!
اعترف الراغب في كتابه المحاضرات باعتقاد بعض سلفهم الصالح تحريف القرآن ، وقد عنون ذلك التحريف في كتابه ، قال :
(ما ادعي أنه من القرآن مما ليس في المصحف وما أدعي أنه منه وليس
___________
(١) النساء : ١٦٢ .
(٢) تفسير ابن عطية ٤ : ٢٩٠ .