الكاتب (١) ، وهذا اعتراف صريح من الثوري بأن حبر الأمة ابن عباس كان يرى وقوع التحريف في القرآن .
سفيان بن عيينة أشهر من النار على المنار ، والشمس في رائعة النهار ولا شك أن قوله مستند قوي وشهادة لا تهمل بحال ، على جلالة قدره وسمو مقامه ورفعة منزلته عندهم (٢) ، وقد اعترف سفيان بن عيينة أن ابن مسعود أنكر قرآنية المعوذتين :
ليستا في مصحف ابن مسعود . كان يرى رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم يعوّذ بهما الحسن والحسين ، ولم يسمعه يقرأ بهما في شيء من صلاته ، فظن أنهما معوذتان فأصر على ظنه ، وتحقق الباقون كونهما من القرآن فأودعوهما (٣) .
لاحظ أن ابن جريج وسفيان الثوري وسفيان بن عيينة من أعلم الناس وأوثقهم وأقربهم من عهد الصحابة في نظر أهل السنة ، ولا أفضل عندهم من هؤلاء ليخبروهم بواقع حال صحابتهم .
___________
(١) تفسير الطبري ١٨ : ١٠ ، ط . دار المعرفة .
(٢) انظر ملحق رقم (٢٧) .
(٣) تفسير سفيان بن عيينة : ٣٤٩ ، جمع وتحقيق أحمد صالح محابري . نقلا عن مسند أحمد ٥ : ١٣٠ .