أن كلمة الصحابة وأهل العلم لم تتفق على أن هذه الآيات سليمة من التحريف ، بل بعضهم قال بتحريف القرآن .
نقل اعتراف الفقيه ابن أبي إسحاق الإمام البيهقي في السنن الكبرى وكذا الزيلعي في نصب الراية ، حيث قالا :
قال أبو بكر بن أبي إسحاق الفقيه : هذه علة لا تسوى سماعها ؛ لأن رفع اليدين قد صح عن النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم ثم عن الخلفاء الراشدين ثم عن الصحابة والتابعين ، وليس في نسيان عبد الله بن مسعود رفع اليدين ما يوجب أن هؤلاء الصحابة رضي الله عنهم لم يروا النبي صلّى الله عليه [ وآله ] وسلم رفع يديه ، قد نسي ابن مسعود من القرآن ما لم يختلف المسلمون فيه بعد ، وهي المعوذتان .
ونسي كيف كان يقرأ النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم ( وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنثَىٰ ) (١) ، وإذا جاز على عبد الله أن ينسى مثل هذا في الصلاة خاصة كيف لا يجوز مثله في رفع اليدين ؟! (٢) .
وهذا بيان لسبب إنكار ابن مسعود للمعوذتين ، ولا ريب أن القول بأن إنكار ابن مسعود للمعوذتين كان لأجل ذاكرته الضعيفة توجيه سخيف
___________
(١) الليل : ٣ .
(٢) السنن الكبری ٢ : ٨١ ، نصب الراية للزيلعي ١ : ٣٩٨ .