وقرأ ابن عباس أيضا ( وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً ) (١) . ويقول : خذوا الواو من هنا واجعلوها ههنا ، عند قوله تعالى ( الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّـهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ) (٢) . يريد بذلك أن تقرأ (والذين قال لهم الناس) (٣) .
وقرا أيضا (مثل نور المؤمن كمشكاة) وكان يقول : هي خطأ من الكاتب ، هو تعالى أعظم من أن يكون نوره مثل نور المشكاة (٤) ، انتهی .
وعلق هو الآخر على رواية البخاري : (أخاك) أي في الدين . (كذا
___________
=
ذلك حتما مقضيا بالنسبة لسائر المخاطبين . ويؤيد القراءة المشهورة قوله تعالى ( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّـهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ) (الأحزاب : ٣٦) فيكون القضاء بمعنى الحث ولاختيار والترغيب . ويصح أن يؤخذ من هذا أيضا دليل عكسي ، لأن هذه الآية نزلت في زواج زينب بنت جحش بزيد بن حارثة ، وقد تم ما قضاه الله تعالى ، وتزوجت به رغم معارضتها لهذا الزواج وإبائها) .
(١) الأنبياء : ٤٨ .
(٢) آل عمران : ١٧٣ .
(٣) وعلق في هامشه بقوله (والقراءة المشهورة ( وَضِيَاءً ) باثبات الواو حيث لا موجب لوجودها (!) ، والقراءة المشهورة ( الَّذِينَ ) بدون واو ، مع أن ما قبلها غير متعلق به (!)) .
(٤) الفرقان لابن الخطيب : ٤١ ـ ٤٥ ، ط . دار الكتب العلمية .