في قوله تعالى ( وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ) (١) قال : (ووصى) إلتزقت الواو في الصاد ، أخرجه سعيد بن منصور بإسناد جيد عنه ، وهذه الأشياء وإن كان غيرها المعتمد ، ولكن تكذيب المنقول بعد صحته ليس دأب أهل التحصيل ، فلينظر في تأويله بما يليق به (٢) .
وقول ابن حجر (فلينظر في تأويله بما يليق به) ظاهر في عجز عُدّته الجهنمية عن تأويل هذا المقطع ، وإلا كيف يؤولون (التزقت الواو في الصاد) ! وستأتي اعترافات علماء أهل السنة في أن ابن عباس كان يعتقد وقوع التحريف في القرآن ، فاتضح أن ابن عباس أحد الكفرة على مذهبهم !
أخرج الفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري ، في المصاحف ، والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإيمان ، والضياء في المختارة من طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّىٰ
___________
(١) الإسراء : ٢٣ .
(٢) فتح الباري ٨ : ٤٧٥ ، وفي الإتقان (التصقت الواو بالصاد) . وكشاهد نذكر كلام ابن الجوزي في زاد المسير ٥ : ١٧ : (( وَقَضَىٰ رَبُّكَ ) روى ابن أبي طلحة عن ابن عباس قال : أمر ربك . ونقل عنه الضحاك أنه قال : إنما هو (ووصى ربك) فالتصقت إحدى الواوين بالصاد . وكذلك قرأ أبي بن كعب وأبو المتوكل وسعيد بن جبير (ووصى) ، وهذا على خلاف ما انعقد عليه الإجماع فلا يلتفت إليه) . وعدم الالتفات إليه يعني أنه ثابت عنه ولكنه رأي شاذ .