يعارض دلالة الروايات ، وعلى أي حال لا تهمنا علة إنكار ابن مسعود للمعوذتين ، فيكفي اعتقاده أن القرآن قد زاد فيه الصحابة ما ليس منه فصار محرفا في نظره .
وكذا اعترف العلامة العظيم آبادي في عون المعبود بما اعترف به الفقيه ابن أبي إسحاق :
قلتُ : ما ذكر الإمام الخطابي بقوله قد يجوز أن يذهب ذلك إلخ ، فليس مما يستغرب فقد نسي ابن مسعود من القران ما لم يختلف فيه المسلمون وهو المعوذتان .
ونسي كيف قرأ رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم ( وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنثَىٰ ) (١) وإذا جاز على ابن مسعود أن ينسی مثل هذا في الصلاة كيف لا يجوز مثله في رفع اليدين (٢) .
___________
(١) الليل : ٣ .
(٢) عون المعبود ٢ : ٣١٧ ، واضح أنه اقتبس كلام أبي بكر بن إسحاق ! ، فهم يفضلون نقل كلمات من اعترف من السابقين دون أن ينسج بنفسه كلاما يذكر فيه فعل ابن مسعود ، والأمر واضح لدى من تأمل كثرة استشهادهم باعتراف البزار ، إذ إن كلامه كان ملجأ لكل من أراد من علماء أهل السنة رمي التبعة والمحاسبة على الأموات !