تشهد مجريات تدوين القرآن التي مرت بنا على أن الذين قاموا بصيانة النص القرآني من التغيير والتحريف بتدوينه وترتيبه ونظم خطه هم الشيعة الإمامية بلا منازع (١) ، وهذا يحتاج لشيء من التذكير والإضافة ، ويتم هذا بسرد أحداث عملية تدوين كتاب الله العزيز بأيدي الحفظة والكتبة :
مرّ الكلام فيما سبق أن أمير المؤمنين عليه السلام جاء القوم بالمصحف كاملا ، أي القرآن مع تنزيله ، وكان هذا أول مصحف جمع ليكون مرجع المسلمين ، يعول عليه عند اختلاف الناس مع ما فيه من خصوصية مهمة ، وهي اشتماله على تفسير الآيات الكريمة التي نزل بها جبرائيل عليه السلام ، فاشتمل هذا المصحف المبارك بين طياته القرآن وتفسيره وكلاهما من عند الله عزّ وجلّ ، ومما لا يخفى أن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام إمام المسلمين وبالأخص الشيعة .
قد مرّ أن حذيفة بن اليمان هو أوّل من أشار على عثمان بنزع فتيل الفرقة بين المسلمين بتوحيد قراءتهم للقرآن بعد أن كفّر الناس بعضهم بعضا ، وأوضحنا أن مقتضى الجمع بين الروايات أن أول من دعا لهذا العمل
___________
(١) ستلاحظ من المصادر أن الخطاب في هذا المبحث موجه للشيعة فقط .