مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال لما قفل رسول الله صلی الله عليه [ وآله ] وسلم من خيبر أسري ليلة ... إلی قوله : ( وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي ) (١) . وكان ابن شهاب ـ الزهدي ـ يقرأها (للذكری) (٢) .
أخرج ابن أبي حاتم وابن الأنباري عن ابن عباس رضي الله عنهما إنه قرأ (أكاد أخفيها من نفسي) يقول : لأنها لا تخفی من نفس الله أبدا .
أقول : هذا ما يفعله الاجتهاد والرأي في نصوص القرآن ! وواضح هنا في أن علة انتخاب هذه القراءة ليس التوقيف ، بل الاجتهاد والرأي ، وههنا هو اعتقاد القارئ بعلم الله عزّ وجلّ بكل شيء ، فأين التوقيف من هذه القراءات كما يزعم أهل السنة ؟!
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه قال : ليس من أهل السماوات والأرض أحد إلا قد أخفی الله عنه علم الساعة ، وهي في قراءة ابن مسعود (أكاد أخفيها من نفسي) يقول : أكتمها من الخلائق حتى لو استطعت أن أكتمها من نفسي لفعلت .
أخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه قال : في بعض القراءة (أكاد أخفيها من نفسي) قال : لعمري لقد أخفاها الله من الملائكة المقربين ومن الأنبياء والمرسلين ، وهي في القرآن هكذا ( إِنَّ
___________
(١) طه : ١٤ .
(٢) الدر المنثور ٤ : ٢٩٣ ـ ٢٩٤ .