أخرج وكيع وأبو عبيد وسعيد وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي داود وابن الأنباري كلاهما في المصاحف من طرق عن عمر بن الخطاب أنه كان يقرأ (سراط من أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم وغير الضالين) .
وأخرج أبو عبيد وعبد بن حميد وابن أبي داود وابن الأنباري ، عن عبد الله بن الزبير قرأ (صراط من أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم وغير الضالين) في الصلاة .
وأخرج ابن أبي داود عن إبراهيم قال : كان عكرمة والأسود يقرآنها (صراط من أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم وغير الضالين) (١) .
لا أدري كيف تُغيّر كلمات هذه الآية المباركة فيُخالف إجماع المسلمين وفي خصوص هذه السورة التي يحفظ اليهود والنصارى في ديار المسلمين ؟!
نحن وإن قلنا صيغة (قرأ) لا تدل على قرآنية الشاذ في نظر القارئ لكن ذكرنا الرواية التي تحكي فعل ابن الزبير مع اشتمالها لتلك الصيغة ؛ لأنه قرأ تلك القراءة الشاذة في صلاته ، والقراءة بغير القرآن في الصلاة مبطلة كما هو معلوم ، ولدينا شاهد علی أن الناس في تلك الأزمنة كانوا يعدون تغيير القراءة في الصلاة تحريفاً للقرآن ، وهذا الشاهد الفريابي وابن أبي
___________
(١) الدر المنثور ١ : ١٥ ـ ١٦ .