وقال ابن عبد البر في التمهيد : وأما (وطلع منضود) فقرأ به علي بن أبي طالب وجعفر بن محمد ـ عليهما السلام ـ وروي ذلك عن علي بن أبي طالب من وجوه صحاح متواترة ، منها ما رواه يحيی بن آدم قال : أنبأنا يحيی بن أبي زائدة ، عن مجالد ، عن الشعبي ، عن قيس بن عبد الله وهو عم الشعبي عن علي : أن رجلا قرأ عليه ( وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ ) فقال علي : إنما هو (وطلع منضود) ! قال : فقال الرجل : أفلا تغيرها ؟! فقال علي : لا ينبغي للقرآن أن يهاج (١) .
فهذا أمير المؤمنين عليه السلام عِدل القرآن وسيد العترة الطاهرة بعد أخيه النبي صلی الله عليه وآله وسلم تزعم رواياتهم أنه أنكر ما في مصاحف المسلمين ، أليس الإمام علي عليه السلام من سلفهم الصالح وهذه رواياتهم ؟!
لو أردنا الوقوف عند كل ما نسبته روايات أهل السنة لابن مسعود مما له علاقة بالتحريف لطال بنا المقام ، ولكنا سنقتصر هنا على المهم كإنكاره قرآنية المعوذتين وبعض آخر .
___________
=
أقول : لا يخفی عليك أخي القارئ أن هذا المورد وبعض الموارد الآتية ذكرت من باب الإلزام لا غير ولا تعبر رأي الشيعة ، وبملاحظة ترتيب أسماء الشخصيات تعلم أننا نحاكي أهل السنة في ذلك .
(١) التمهيد لابن عبد البر ٨ : ٢٩٧ .