جاهر ابن مسعود بنفي قرآنية المعوذتين ، ودعا غيره من الصحابة والتابعين لنبذهما عن المصحف وحذفهما منه بقوله (لا تخلطوا فيه ما ليس منه !) وكان يحكهما من المصحف ، فهو في الواقع محرف للقرآن ؛ لأنه أنقص منه سورتين ، والمسلمون في نظره حرّفوا القرآن بزيادة عوذتين فيه .
وصحة هذه النسبة لابن مسعود لا يمكن الشك فيها بعد وضوحها وشياعها حتى وردت في كتب الشيعة أيضا (١) ، وقد سبق ذكر بعض الروايات من مصادر أهل السنة ، ولا بأس بالتذكير بها ، مع الزيادة :
عن عبد الرحمان بن يزيد قال : رأيت عبد الله يحك المعوذتين ويقول : لِم تزيدون ما ليس فيه ؟! "
وعن أبي إسحاق ، عن عبد الرحمان ، عن عبد الله أنه كان يحك المعوذتين من مصحفه فيقول : ألا خلطوا فيه ما ليس فيه ! .
وعن الأعمش ، عن أبي إسحاق ، عن عبد الرحمان بن يزيد ، عن عبد الله أنه كان يحك المعوذتين من المصحف يقول : ليستا من كتاب الله (٢) .
___________
(١) بل إن السيد السيستاني حفظه الله وسدد خطاه قد ألمح ـ بنظري القاصر ـ للمصيبة التي حلت بالمعوذتين في رسالته العملية منهاج الصالحين مسألة رقم ٦٣٢ (يجوز تكرار الآية والبكاء وتجوز قراءة المعوذتين في الصلاة وهما من القرآن) .
(٢) المعجم الكبير ٩ : ٢٣٥ ، ومجمع الزوائد لابن حجر ٧ : ١٤٩ ، علق عليه ابن حجر : (رواه عبد الله بن أحمد والطبراني ورجال عبد الله رجال الصحيح ورجال الطبراني ثقات) .