بعد أن أخرج الإمام البيهقي إنكار ابن مسعود للمعوذتين في سننه اعترف بإخراج البخاري له في صحيحه ، ولا شك أن كل ما أخرجه البخاري فهو صحيح عند البيهقي :
حدثنا سفيان ، ثنا عبدة بن أبي لبابة وعاصم بن بهدلة أنهما سمعا زر بن حبيش يقول : سألت أبي بن كعب عن المعوذتين ، فقلت : يا أبا المنذر ! إن أخاك ابن مسعود يحكهما من المصحف ! قال : إني سألت رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم قال : فقيل لي فقلت : فنحن نقول كما قال رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم . ـ قال البيهقي ـ رواه البخاري في الصحيح عن قتيبة وعلي بن عبد الله عن سفيان (١) .
اعترف السيوطي بإنكار ابن مسعود لقرآنية المعوذتين ، وأنه كان يرى دخول ما ليس من القرآن في مصحف المسلمين :
أخرج أحمد والبزار والطبراني وابن مردوية من طرق صحيحة عن ابن عباس وابن مسعود أنه كان يحك المعوذتين من المصحف ، ويقول : لا تخلطوا القرآن بما ليس منه إنهما ليستا من كتاب الله ، إنما أمر النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم أن يتعوذ بهما ، وكان ابن مسعود لا يقرأ بهما ، قال البزار : لم
___________
(١) سنن الكبرى ٢ : ٣٩٤ ، ح ٣٨٥١ .