أما تقدم الشيعة في فنون التفسير فيمكن مراجعته في مقدمة تفسير كنز الدقائق للميرزا محمد المشهدي رضوان الله تعالى عليه الذي أجاد ووفى (١) .
وكما نرى فقد كان الشيعة الإمامية على مر العصور حفاظ القرآن الصائنين له ، وأبطال الأعمال الجليلة والإصلاحات الفذة في الخط القرآني قائمين عليه كالئين بلا منازع ، حتى حفظوا القرآن من التلاعب والتغيير على مرّ الزمان فصانوه من التحريف إلى عهدنا ، فهم ابتدأوا المسيرة وختموها وهم أهل الفضل على طوائف المسلمين ، وعلى كل من قرأ القرآن الذي حفظه الله عزّ وجلّ من التغيير والتبديل ، حيث اختار الله عزّ وجلّ رجال الشيعة ليوصلوا للمسلمين هذا القرآن الكريم محفوظا من التلاعب والتغيير مصانا في القراطيس والدفاتر والرقاع ، فسيدهم جمعه وأتباعه تناوبوا عليه فمنهم الذي حث وحفز ، ومنهم الذي أملى وحفظ ، ومنهم الذي أعرب ونقط ومنهم الذي نقط فأعجم ، ومنهم الذي هندس الإعجام والإعراب وأبلج الأطراف ، ومنهم الذي أبدع وخطط فنسق ونوّق وجمل ، وما كانوا ليوصلوا لنا
___________
=
يساوي عنده عمل سلفهم الصالح جلب شعيرة ، فجلده وانتهت فتنة هذا التيار المحرف لكتاب الله عزّ وجلّ .
(١) كنز الدقائق ١ : ٥ ـ ١٢ .