قلنا فيما سبق أن روايات الكافي التي فيها (نزلت هكذا) هي بمعنی التنزيل المفسر للآية ، ولكن قول عمر هذا لا يمكن عده من التنزيل ؛ لأنه حذف لكلمة من الآية ، والتنزيل دوره دور التفسير لا الحذف من الآية .
وهذا ابن عفان يدّعي أن في مصحفنا أخطاء وأغلاطا وهو المسمی باللحن ، واللحن المتهم به القرآن منه ـ والعياذ بالله ـ قوله تعالی ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ ) (١) فقد ادعوا أن فيها لحنا وخطأً ولكي تكون سليمة من هذا الخطأ يجب أن تكتب (والصابئين) بالياء ، وكذا قوله تعالى : ( وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ ) (٢) يجب أن تكتب (والمؤتين الزكاة) بالياء ، وكذا غيرها من الموارد التي يجب أن تبدل إلی ما يوافق قواعد اللغة العربية ليكون القرآن سليما ـ بزعمهم ـ من هذا التحريف ! وبعض هذه الموارد سيأتي التعرض لرواياتها في موضع آخر بإذنه تعالى ، ولنذكر رواياتهم التي تنص على وجود اللحن والخطأ في القرآن بشكل عام .
أخرج ابن أبي داود عن عكرمة قال : لما أُتي عثمان بالمصحف رأی فيه
___________
=
ابن الخطاب لذكر الأنصار في الآية .
(١) المائدة : ٦٩ .
(٢) النساء : ١٦٢ .