الخاتمة
أتممنا بحمد الله تعالى مباحث تحريف القرآن عند أهل السنة بأصنافه المتنوعة التي استقرأناها الواحد تلو الآخر ، وابتدأنا بعلوم القرآن التي نسبوها له وبينا كيف استفدنا منها تحريف القرآن ، ومن ثم عرجنا على التحريف الصريح .
أما على مستوى علوم القرآن فقد بينا سابقا أن عقيدتهم في الأحرف السبعة ليست إلا دعوة عريضة لتحريف القرآن ، بإلحاق ما يلهج به الناس وما ينبع من أمزجتهم لله عزّ وجلّ ولقرآنه المنزل ، إذ على ضوء الأحرف السبعة يجوز تغيير ألفاظ القرآن بشرط المحافظة على المعنى السياقي للآيات ! ، وأما الشيعة الإمامية فيرونها مهزلة وفرية على الله عزّ وجلّ وعلى كتابه .
ثم عقبنا بجمع القرآن وقلنا : إن أهل السنة يعتقدون أن النبي صلّى الله عليه وآله وسلم ترك القرآن مبعثرا مكتوبا في الصحف ، وعلى الحجارة وعلى عظام أكتاف الإبل وغيرها ، فتكفل نفر من الصحابة بجمعه بطريقة ساذجة مريبة ، إذ كان كافيا لإلحاق الجمل في القرآن أن يأتي رجل بعدة جمل ثم يشهد عليها آخر ، ويأتي آخر بآيات متفرقة من هنا وهناك مبعثرة في السور ، فيشهد آخر على أنها من القرآن فتدمج في المصحف ، وهكذا ! ، وكان هذا المقدار كافيا في نظر أهل السنة للحكم بقرآنية تلك الجمل .
وقد بيّنا أن هذا
الجمع لا يعصم الجامعين من إسقاط بعض الآيات ولا أقل من أنه يجعل القول بعدم تمامية الجمع وفقدان بعض الآيات أمرا