ففي الوسائل : عن أبي عبد الله عليه السلام أنه سئل عن المعوذتين أهما من القرآن ؟ فقال الصادق عليه السلام : هما من القرآن . فقال الرجل : إنهما ليستا من القرآن في قراءة ابن مسعود ولا في مصحفه ، فقال أبو عبد الله عليه السلام : أخطأ ابن مسعود ، أو قال : كذب ابن مسعود ، وهما من القرآن . فقال الرجل : فأقرأ بهما في المكتوبة ؟ فقال : نعم (١) .
عن أبي بكر الحضرمي قال : قلت لأبي جعفر عليه السلام : إن ابن مسعود كان يمحو المعوذتين من المصحف . فقال : كان أبي يقول : إنما فعل ذلك ابن مسعود برأيه ، وهما من القرآن (٢)
والمشكلة أن روايات أهل السنة المخرجة في الصحاح تقول إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد أوصى الصحابة بأن يتعلموا القرآن من ابن مسعود ! وأنه قال لهم (وما حدثكم ابن مسعود فاقبلوه) (٣) ، وهو المرجع الوحيد للعرضة الأخيرة للقرآن ، وعلى حد تعبير ما صح عن ابن عباس أنه قد (عَلِم ما نُسخ وما بُدّل) !! .
النتيجة : إما أن قرآن المسلمين محرف ويجب الأخذ بقول ابن مسعود
___________
(١) وسائل الشيعة ، للحر العاملي رضوان الله تعالى عليه ٤ : ٧٨٦ .
(٢) نفس المصدر : ٧٨٧ .
(٣) صحيح الجامع الصغير وزيادته للألباني ١ : ٢٥٤ ، ح ١١٤٤ ط . المكتب الإسلامي .