لنا فنحن نقول (١) .
وأخرج أحمد والبزار والطبراني وابن مردويه من طرق صحيحه عن ابن عباس وابن مسعود أنه كان يحك المعوذتين من المصحف ويقول : لا تخلطوا القرآن بما ليس منه ، إنهما ليستا من كتاب الله ، إنما أمر النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم أن يتعوذ بهما ، وكان ابن مسعود لا يقرأ بهما .
وقال البزار : لم يتابع ابن مسعود أحد من الصحابة ، وقد صح عن النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم أنه قرأ بهما في الصلاة وأثبتتا في المصحف (٢) .
ويكفينا إخراج البخاري لذلك في صحيحه : حدثنا عاصم عن زر قال : سألت أبي بن كعب ، قلت : يا أبا المنذر ! إن أخاك ابن مسعود يقول : كذا وكذا !! ، فقال أبي : سألت رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم ، فقال لي : قيل لي ، فقلت . قال : فنحن نقول كما قال رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم (٣) .
وتسليم علماء أهل السنة بموقف ابن مسعود من المعوذتين لا يخفى على أحد ، وسنذكر كلماتهم في هذا المجال بإذنه تعالى ، وكل من حاول منهم تأويل موقفه أو تخريجه بوجه مقبول فقد سلّم ـ ضمنا ـ إنكاره للمعوذتين .
___________
(١) موارد الضمآن ١ : ٤٣٥ ، ح ١٧٥٦ ، السنن المأثورة ١ : ١٦٨ ، ح ٩٤ ، مصنف ابن أبي شيبة ٦ : ١٤٦ وما بعدها .
(٢) الدر المنثور ٤ : ٤١٦ .
(٣) صحيح البخاري ٤ : ١٩٠٤ ، ح ٤٦٩٣ ، وح ٤٦٩٢ .