لم أتتبع كلمات المحدثين في هذه المهزلة ، وإلا لملأنا الطوامير ولزادت الأسماء والأعلام إلی الضعف بل الضعفين ، ولنقتصر على أمثلة منها :
قال في تعليقه على الرواية التي فيها (يا أبا المنذر ، إن أخاك ابن مسعود يحكهما من المصحف !) : أخرجه البخاري من طريق قتيبة وعلي بن المديني عن سفيان (ج ٨ ص ٥٢٤) ولم يصرح بما كان يصنع ابن مسعود (١) .
قال الشيخ ابن الخطيب في فصل أسماه باسم (لحن الكُتّاب في المصحف) من كتابه الفرقان :
رأي عائشة في خطأ الكُتّاب : وقد سئلت عائشة عن اللحن في قوله تعالی ( إِنْ هَـٰذَانِ لَسَاحِرَانِ ) (٢) . وقوله عز من قائل ( وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ ) (٣) . وقوله جل وعز ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ ) (٤) . فقالت : هذا من عمل الكُتّاب ، أخطأوا في الكتاب (١) .
___________
(١) المسند للحميدي ١ : ١٨٥ ، ح ٣٧٤ .
(٢) طه : ٦٣ .
(٣) النساء : ١٦٢ .
(٤) المائدة : ٦٩ .