وأخرج البخاري في تاريخه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري وأبو الشيخ وابن مردوية من طرق عن ابن مسعود رضي الله عنه انه قرأ (إني أراني أعصر عنبا) وقال : والله لقد أخذتها من رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم هكذا (١) ، وهي في القرآن هكذا ( إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا ) (٢) .
أقول : مع مراعاة ما ورد في صحاح أهل السنة من أن ابن مسعود قد شهد العرضة الأخيرة فعلم ـ بزعمهم ـ ما نسخ وما بُدّل ، تُرى كيف يُطمأن لما كُتب في مصاحفنا مع قوله : إنه أخذها من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟! ، ألا يحتمل أن هذا مما علم ابن مسعود بنسخه وتبديله في العرضة الأخيرة التي تفرد بها من دون الصحابة ؟!
أخرج أبو عبيد وابن المنذر عن هارون رضي الله عنه قال : في قراءة أُبيّ بن كعب (أنا آتيكم بتأويله) .
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ رضي الله عنه أنه ـ أُبيّ بن كعب ـ كان يقرأ (أنا آتيكم بتأويله) فقيل له : ( أَنَا أُنَبِّئُكُم ) ! قال : أهو كان ينبئهم !؟ (٣) .
أقول : وكأن القراءة أمر مزاجي ورأي يرتئيه القارئ ، وهذا كما ترى
___________
(١) الدر المنثور ٤ : ١٩ .
(٢) يوسف : ٣٦ .
(٣) الدر المنثور ٤ : ٢٢ .