وهذا إمامهم حماد بن سلمة يرى أن تلك الجملة ما زالت من سور القرآن كغيرها من سوره ، مع أنها ليست في المصحف في ذلك العصر !
أخرج الطبري في تفسيره : حدثني المثنى قال : ثنا إسحاق قال : ثنا عبد الله بن أبي جعفر عن أبيه ، عن الربيع في قوله ( وَإِذْ أَخَذَ اللَّـهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ ) (٢) يقول : (وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب) وكذلك كان يقرأها الربيع (وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب) إنما هي (أهل الكتاب) ، قال : وكذلك كان يقرأها أُبيّ بن كعب . قال الربيع : ألا ترى أنه يقول : ( ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ ) (٣) ؟! يقول : لتؤمنن بمحمد ولتنصرنه ، قال : هم أهل الكتاب (٤) .
وعالمهم هذا يرى وقوع التحريف في هذا الموضع من القرآن ويدلل عليه ، والصواب في نظره هو (أوتوا الكتاب) بدلاً عما في مصاحف المسلمين ( وَإِذْ أَخَذَ اللَّـهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ ) (٥) .
___________
=
موسى بن إسماعيل المنقري وموسى سمع من حماد بن سلمة ، وموسى ثقة ثبت .
(١) انظر ملحق رقم (٨) .
(٢) و (٣) و (٥) آل عمران : ٨١ .
(٤) تفسير الطبري ٣ : ٣٣١ .