جميع سور القرآن في تأليف زيد بن ثابت على عهد الصديق وذي النورين مئة وأربع عشرة سورة ، فيهن الفاتحة والتوبة والمعوذتين ، وذلك هو الذي في أيدي أهل قبلتنا . وجملة سوره على ما ذكر عن أبي بن كعب رضي الله عنه مائة وست وعشرين سورة .
وكان ابن مسعود رضي الله عنه يُسقط المعوذتين ، فنقصت جملته سورتين عن جملة زيد . وكان أُبي بن كعب يُلحقهما ويزيد إليهما سورتين وهما الحَفد والخَلع (١) .
ومع ذلك لم يكفرهما ، وهكذا بقية علماء أهل السنة ، فتنبه لذلك .
اعترف الإمام أبو بكر بن الأنباري بتحريف عمر بن الخطاب وادعائه خطأ القرآن ، ولكنه اعتذر لسيده ابن الخطاب أن الخلل كان في ذاكرته ! ، قال ابن الأنباري :
وقد احتج من خالف المصحف بقراءة عمر وابن مسعود ، وأن خرشة بن الحر قال : رآني عمر ومعي قطعة فيها ( فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّـهِ ) (١) فقال لي عمر : من أقرأك هذا ؟! قلت : أبي . فقال : إن أبيا أقرأنا للمنسوخ . ثم قرأ عمر (فامضوا إلى ذكر الله) .
___________
(١) فنون الأفنان في عيون علوم القرآن ، لابن الجوزي : ٢٣٥ ، تحقيق حسن عتر ، ط . دار البشائر .
(٢) الجمعة : ٩ .