أقول : ليست بقرآن عند علماء أهل السنة ، وكان بعض الصحابة والتابعين يقرأونها كقرآن ، فمن المحرف منهم ؟!
أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه ( بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ ) (١) . قال : هو النشوز ، وفي حرف ابن مسعود (إلا أن يفحشن) (٢) ، وهي في القرآن هكذا ( إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ ) (٣) .
أخرج عبد بن حميد والبخاري في تاريخه من طريق أبي الدهقان ، أخرج سعيد بن منصور عن مجاهد أنه كان يقرأ (لا يأكله إلا الخاطون) لا يهمز .
أقول : مما يجعلنا نثق بأنها قراءة مدخولة منحولة لم ينزل الله بها من سلطان أن بعض الصحابة اعترضوا على هذه القراءة : أخرج البيهقي في شعب الإيمان عن صعصعة بن صوحان قال : جاء أعرابي إلى علي بن أبي طالب عليه السلام فقال : كيف هذا الحرف (لا يأكله إلا الخاطون) كلٌّ والله يخطو ! فتبسم علي عليه السلام وقال : يا أعرابي ( لَّا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ ) (٤) . قال : صدقت والله يا أمير المؤمنين ما كان الله ليسلم عبده ، ثم التفت علي عليه السلام إلى أبي الأسود فقال : إن أعاجم قد دخلت في الدين كافة ، فضع
___________
(١) النساء : ١٩ .
(٢) الدر المنثور ٦ : ٢٣١ .
(٣) النساء : ١٩ .
(٤) الحاقة : ٣٧ .