ذكر الإمام يزيد بن هارون (١) في مجمع كُفر من أنكر قرآنية المعوذتين فقال له بعض ممن حوله : إن ابن مسعود أنكر قرآنيتهما ! ، فقال مستقلا لرأي ابن مسعود : أنه لم يكن يحفظ القرآن كله ! فلم ينكر ما نسبه السائل لابن مسعود من تحريف للقرآن ، بل أقره وتخلص من الإشكال الذي سببه رأي ابن مسعود بقول تافه ! ، قال يزيد بن هارون :
المعوّذتان بمنزلة البقرة وآل عمران ، من زعم أنهما ليستا من القرآن فهو كافر بالله العظيم ، فقيل له : فقول عبد الله بن مسعود فيهما ؟ فقال : لا خلاف بين المسلمين في أن عبد الله بن مسعود مات وهو لا يحفظ القرآن كله (٢) .
نلاحظ هنا كيف كان رأي ابن مسعود مشهورا ومعلوما بين الناس في عهد التابعين وتابعيهم ، فما كان أحد منهم ينكر ذلك ، ونلاحظ أيضا كيف تقف أفعال الصحابة وما ثبت عنهم من تحريف للقرآن عقبة كؤودا لا يمكن تجاوزها أمام من يدعي كفر من اعتقد تحريف القرآن بالزيادة أو النقيصة .
وهو أوحد مفسري السلف ، صاحب المصنفات الذائعة الصيت
___________
(١) انظر ملحق رقم (٢٨) .
(٢) الجامع لأحكام القرآن ١ : ٥٣ .