وهذا يعني أن ابن الخطاب التفت إلی جمع القرآن حينما علم بفقد الآية بموت من كان يحفظها ولم ينكر على من لهج أمامه بضياعها بل استرجع متأثراً بالمصيبة التي حلت بالقرآن !
حدثنا معاذ بن شبة بن عبيدة قال : حدثني أبي عن أبيه عن الحسن : قرأ عمر : (والسابقون الأولون من المهاجرين والذين اتبعوهم بإحسان) فقال أبي ( وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ ) (١) . فقال عمر : (والسابقون الأولون من المهاجرين والذين اتبعوهم بإحسان) وقال عمر : أشهد أن الله أنزلها هكذا ، فقال أبي رضي الله عنه : أشهد أن الله أنزلها هكذا ، ولم يؤامر فيه الخطاب ولا ابنه (٢) .
___________
=
بحفظها ؟! ، ثم إن استرجاع عمر بن الخطاب وتأثره ليس لاستشهاد فلان ؛ لأن القتل يوم اليمامة كان معلوما وقد استحر بالقراء ، وتعقيب استرجاعه بالأمر بجمع القرآن يدل على أن المصيبة حلت بالقرآن لا بفقد الشهيد ، ومصيبة القرآن هذه ليست إلا فقد الآية ، ثم من أين علم الكردي نص الآية حتى يقول : فهناك غيره ممن يحفظها أيضا ؟! ، وهذا ليس بعجيب على من ينتهج سياسة التأويل والترقيع ! ، وستأتي كلمات عدة من سلفهم الصالح على فقدان كثير من الآيات يوم اليمامة لم تُعرف ولم تُكتب ، وهذا موافق لما تدعيه هذه الرواية .
(١) التوبة : ١٠٠ .
(٢)
تاريخ المدينة ٢ : ٧٠٩ ، الدر المنثور ٣ : ٢٦٩ ، قال ابن كثير في تفسيره ٢ : ٣٩٨ .
ذكرنا بعض الروايات فيما سبق التي تحكي لنا وقوف أُبي بن كعب رضوان الله تعالى عليه في وجه
إنكار
=