وهذا إمامهم الحسن بن حي يرى أن الفصل لا ينفك عن القضاء والحق في الآية أن تكون هكذا (تقضي الحق وهو خير الفاصلين) لا كما هي في القرآن ( إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّـهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ ) (١) !
قال أبو بكر بن العربي في أحكام القرآن : وفي ذلك للعلماء أغراض جماعها أربعة ، الأول : ... وكذلك يروى عن ابن عجلان أنه بلغه أن سورة براءة كانت تعدل البقرة أو قربها ، فذهب منها ، فلذلك لم يكتب فيها بسم الله الرحمن الرحيم (٣) .
___________
(١) الأنعام : ٥٧ .
(٢) انظر ملحق رقم (١٥) .
(٣) أحكام القرآن ٢ : ٨٧ ، ط . الحلبي ، تحقيق علي محمد البجاوي ، تفسير القرطبي ٨ : ٦٢ .
ملاحظة : المتأمل في راوياتهم ـ على كثرتها ـ الناصة على أن سورة براءة كانت عدل البقرة في طولها ، وأن هذا الموجود منها هو أقل من المفقود يتضح له ما اشتهر بين السلف من تحريف هذه السورة ، وكذا سورة الأحزاب بسبب يوم اليمامة ، وقد بينا الوجه الصحيح لهذا الجزء المفقود في مبحث الشيعة وفرية تحريف القرآن ، وسبب كون تنزيل هذه السورة بالذات وسورة الأحزاب كبيرا نسبيا ، والحمد لله أن هذا الوجه المعتبر لا وجود له إلا عن الشيعة أتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام .