على دعوة عوام الشيعة لتكفير فلان وفلان من الأخبارية ؟! ، قال تعالى ( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ وَمَا هُم بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُم مِّن شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَّعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ ) (١) ، صدق الله العلي العظيم .
بعد كل ما ذكرناه من الجمل الركيكة والكلمات الغريبة التي نسبها عمر بن الخطاب للقرآن الكريم ، ونسبة ما ثبت أنه قول للنبي صلی الله عليه وآله وسلم ، للقرآن مع عدم وجوده في المصحف ، بعد كل هذا كان من الطبيعي أن يقال : إن ابن الخطاب إن لم يكن هو سيد رجالات التحريف ، فلا أقل أنه من أوائل من نسب للقرآن ما ليس منه .
إن العلم بالكيفية التي كان ينتهجها الرسول صلی الله عليه وآله في تبليغ القرآن للناس يساعدنا للوقوف على بعض الحقيقة ، فالرسول الكريم صلی الله عليه وآله وسلم كان يبلغ القرآن لكتبة الوحي إضافة لمن حضر من الصحابة ، وما كان ليكتفي بتبليغه لشخص واحد ، ولو حدث هذا فمعناه أنه صلی الله عليه وآله وسلم متيقن من أن هذا الشخص سيبلغ ما أمره به على أكمل وجه ، وخلاصة الكلام : إن القرآن لم ينزل لفلان معين من الناس
___________
(١) العنكبوت : ١٢ ـ ١٣ .