أخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن سعيد بن جبير قال : في قراءة عبد الله (يقضي الحق وهو أسرع الفاصلين) .
وأخرج ابن أبي حاتم عن الأصمعي ، قال : قرأ أبو عمر (ويقضي الحق) وقال : لا يكون الفصل إلا بعد القضاء .
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق حسن بن صالح بن حي عن مغيرة عن إبراهم النخعي أنه قرأ (يقضي الحق وهو خير الفاصلين) قال : ابن حي لا يكون الفصل إلا مع القضاء (١) .
وهذا اجتهاد صريح في مقابل النص القرآني ، ولو كان هناك مجال للاحتجاج بالسنة النبوية في القراءات لقدّمت استدلالا على صحة قراءة الآية بتغيير لفظها من ( يَقُصُّ ) إلی (يقضي) ، بمعنی أن عدول المغيرين لنص القرآن عن الاحتجاج بسنة الرسول صلی الله عليه وآله وسلم وركونهم إلی اجتهاداتم ورأيهم الشخصي كهذا المورد دليلٌ على بطلان ادعاء التوقيف في القراءات الشاذة ، وعلى أي حال فالآية في القرآن هكذا ( إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّـهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ ) (٢) .
أخرج ابن الأنباري في المصاحف عن أبي إسحاق قال : في قراءة عبد الله (كالذي استهواه الشيطان) (٣) وهي في القرآن هكذا ( الَّذِي اسْتَهْوَتْهُ
___________
(١) الدر المنثور ٢ : ١٤ .
(٢) الأنعام : ٥٧ .
(٣) الدر المنثور ٢ : ٢٢ .