اعترف كذلك المفسر ابن عاشور بإنكار ابن مسعود للمعوذتين :
واشتهر عن عبد الله بن مسعود في الصحيح أنه كان ينكر أن تكون (المعوذتان) من القرآن ، ويقول : إنما أُمِر رسول الله أن يتعوذ بهما أي ولم يؤمر بأنهما من القرآن (١) .
وقال ابن منظور (٢) معترفاً في تحفته الرائعة لسان العرب : إن ابن عباس
___________
(١) تفسير التحرير والتنوير ٣٠ : ٦٢٤ ـ ٦٢٥ ، ط . الدار التونسية للنشر .
(٢) النعوت التي تسبق اسم العالم أخذناها من عناوين كتبهم وتراجمهم ، ولا بأس هنا بنقل ما ذكره المعلق على لسان العرب عن ابن منظور في : ٨ ـ ٩ : (وابن منظور الذي أهمل شيوخه لم يهمله تلاميذه ، فالمؤرخون لابن منظور يذكرون من بينهم السبكي والذهبي .
يقول الصفدي في أعيان العصر والنكت : وكتب عنه شيخنا شمس الدين الذهبي . ويزيد السيوطي واحداً آخر فيقول في البغية : وروى عنه السبكي والذهبي ، وما من شك أن الذهبي أفرد لشيخه ابن منظور مكاناً في تاريخه ، أشار إلى ذلك الصفدي في أعيان العصر والسيوطي في البغية ، وتكاد تكون نُقول المراجع جميعها عن الذهبي ، على الرغم من إهمال بعضها الإشارة إلى ذلك ، ونقرأ في هذا الذي خص به الذهبي أستاذه الإنصاف له حين يقول عنه : تفرد في العوالي وكان عارفاً بالنحو واللغة والكتابة .
وبعد هذين التلميذين نجد ذكراً لثالث ، وهو قطب الدين ولد ابن منظور هذا ، وكان قطب الدين كاتب الإنشاء بمصر ، وذكروا له أنه روى عن أبيه شيئا) .