وكما ترى فإن الدور الرئيس في تدوين القرآن وحفظه من الضياع قام على أكتاف شيعية وهذا بالنسبة لحفظه بالخط الأول الذي كان خطوة أولى في تاريخ صيانة القرآن (١) ، وستمضي بنا أطوار صيانة القرآن من التحريف حتى نعلم أن كل رجالاتها من الشيعة ، وإليك البيان .
التدرج التاريخي لوضع النقاط في الكتابة العربية كان على قسمين : أولهما (نقط الإعراب) بأن توضح نقاط على الأحرف تميّز حركة إعرابها ، كوضع نقطة في موضع معين على الحرف عوضا عن الضمّة والكسرة والسكون وما إلى ذلك ، أي أن النقاط كانت تعبر عن هذه الحركات (، ﹺ ، ﹸ) .
وثانيهما (نقط الإعجام) وهو وضع النقط المعروفة على الحروف لتتميز الحروف المتشابهة بالشكل كالباء ، والتاء ، والثاء ، والياء بعضها عن بعض (٢) .
وقد كان الشيعة الإمامية أبطال هذا المضمار ومرسيي قواعده ، فأوّل من نقط المصحف هو أبو الأسود الدؤلي رضوان الله تعالى عليه الشيعي المطيع لسيده أمير المؤمنين عليه السلام ، وهو أوّل من وضع علم النحو بتأسيس من
___________
(١) نعم ، أمر عثمان بجمع القرآن ، ولكن بعد طول عناء من الإمام علي عليه السلام ومن حذيفة ومن أبي بن كعب ، ولا ريب أن من تحرك وعمل بيديه هو الذي تكتب له الفضيلة لا من جلس في بيته ينظر بعينيه وقال : بعد أن انتهوا من عملهم إن في القرآن لحنا وأخطاء !
(٢) راجع مع القرآن الكريم للدكتور شعبان محمد إسماعيل : ٤٠٦ .